ملتقى متنوع


العودة   ملتقى متنوع > الدين > القرآن الكريم والسنة
التسجيل المجموعات

القرآن الكريم والسنة
على منهج أهل السنة والجماعة, لا يسمح بطرح أي موضوع غير العلماء الثقات عند النقل اذكر اسم الفقيه أو وصلة الموضوع من موقع الفقيه الإلكتروني.

إضافة رد
 
مشاركات 0 القراء 3301 أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2021/05/28, 18:31
الصورة الرمزية يوسف الخالدي
يوسف الخالدي يوسف الخالدي غير متواجد حاليًّا
مشرف عام
{رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ}
 
انضم إلينا في: Oct 2013
المشاركات: 2,323
افتراضي تفسير ابن عاشور: سورة [آل عمران : 33]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الله تعالى: {۞ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران : 33]

تفسير ابن عاشور: انتقال من تمهيدات سبب السورة إلى واسطة بين التمهيد والمقصد ، كطريقة التخلّص ، فهذا تخلّص لمحاجّة وفد نَجْرَانَ وقد ذكرناه في أول السورة ، فابتُدىء هنا بذكر آدم ونوح وهما أبَوا البشر أو أحدُهما وذكر إبراهيم وهو أبو المقصودين بالتفضيل وبالخطاب . فأما آدم فهو أبو البشر باتفاق الأمم كلها إلاّ شذوذاً من أصحاب النزعات الإلحادية الذين ظهروا في أوروبا واخترعوا نظرية تسلسل أنواع الحيوان بعضها من بعض وهي نظرية فائلة .

وآدم اسم أبي البشر عند جميع أهل الأديان ، وهو علَم عليه وضعه لنفسه بإلهام من الله تعالى كما وضع مبدأ اللغة ، ولا شك أنّ من أول ما يحتاج إليه هو وزوجه أن يعبِّر أحدهما للآخر ، وظاهر القرآن أنّ الله أسماه بهذا الاسم من قبل خروجه من جنة عدن ولا يجوز أن يكون اسمه مشتقاً من الأدمة ، وهي اللون المخصوص لأنّ تسمية ذلك اللون بالأدمة خاص بكلام العرب فلعلّ العرب وضعوا اسم ذلك اللون أخذاً من وصف لَون آدم أبي البشر .

وقد جاء في سفر التكوين من كتاب العهد عند اليهود ما يقتضى : أنّ آدم وُجد على الأرض في وقت يوافق سنة 3942 اثنتين وأربعين وتسعمائة وثلاثة آلاف قبل ميلاد عيسى وأنه عاش تسعمائة وثلاثين سنة فتكون وفاته في سنة 3012 اثنتي عشرة وثلاثة آلاف قبل ميلاد عيسى هذا ما تقبّله المؤرّخون المتبعون لضبط السنين . والمظنون عند المحققين الناظرين في شواهد حَضارة البشرية أنّ هذا الضبط لا يُعتمد ، وأن وجود آدم متقادم في أزمنة مترامية البعد هي أكثر بكثير مما حدّده سفر التكوين .

وأمّا نوح فتقول التوراة : إنه ابن لاَمك وسمّي عند العرب لَمَك بن متوشالخ بن أخنوخَ ( وهو إدريس عند العرب ) ابن يارد بتحتية في أوله بن مَهلئيل بميم مفتوحة فهاء ساكنة فلام مفتوحة بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم . وعلى تقديرها وتقدير سني أعمارهم يكون قد ولد سنة ست وثمانين وثمانمائة وألفين قبل ميلاد عيسى وتوفي سنة ست وثلاثين وتسعمائة وألف قبل ميلاد عيسى والقول فيه كما تقدم في ضبط تاريخ وجود ءادم .

وفي زمن نوح وقع الطوفان على جميع الأرض ونجاه الله وأولادَه وأزواجهم في الفُلْك فيكون أباً ثانياً للبشر . ومن الناس من يدّعى أنّ الطوفان لم يعم الأرض وعلى هذا الرأي ذهب مؤرّخو الصين وزعموا أنّ الطوفان لم يشمل قطرهم فلا يكون نوح عندهم أباً ثانياً للبشر . وعلى رأي الجمهور فالبشر كلهم يرجعون إلى أبناء نوح الثلاثة سام ، حام ، ويافث ، وهو أول رسول بعثه الله إلى الناس حسب الحديث الصحيح ، وعُمِّر نوح تسعماية وخمسين سنة على ما في التوراة فهو ظاهر قوله تعالى :

{ فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما } [ العنكبوت : 14 ] وفي التوراة : أنّ الطوفان حدث وعمر نوح ستمائة سنة وأنّ نوحاً صار بعد الطوفان فلاّحاً وغرس الكرم واتّخذ الخمر . وذكر الألوسي صفته بدون سند فقال : كان نوح دقيق الوجه في رأسه طول عظيمَ العينين غليظ العضدين كثير لحم الفخذين ضخم السرّة طويل القامة جسيماً طويل اللحية ، قيل : إنّ مدفنه بالعراق في نواحي الكوفة ، وقيل في ذيل جبل لبنان ، وقيل بمدينة الكرك ، وسيأتي ذكر الطوفان : في سورة الأعراف ، وفي سورة العنكبوت ، وذكر شريعته في سورة الشورى ، وفي سورة نوح .

والآل : الرهط ، وآل إبراهيم : أبناؤه وحفيده وأسباطه ، والمقصود تفضيل فريق منهم . وشمل آل إبراهيم الأنبياءَ من عقبه كموسى ، ومَن قبله ومن بعده ، وكمحمد عليه الصلاة والسلام ، وإسماعيل ، وحنظلةَ بن صفوان ، وخالد بن سنان .

وأما آل عمران : فهم مريم ، وعيسى ، فمريم بنت عمران بن ماتان كذا سماه المفسرون ، وكان من أحبار اليهود ، وصالحيهم ، وأصله بالعبرانية عمرام بميم في آخره فهو أبو مريم ، قال المفسّرون : هو من نسل سليمان بن داود ، وهو خطأ ، والحق أنه من نسل هارون أخي موسى ، كما سيأتي قريباً . وفي كتب النصارى : أنّ اسمه يوهاقيم ، فلعله كان له اسمان ومثله كثير . وليس المراد هنا عِمران والد موسى وهارون؛ إذ المقصود هنا التمهيد لذكر مريم وابنِها عيسى بدليل قوله : { إذ قالت امرأت عمران } .

وتقدم الكلام على احتمال معنى الآل عند قوله تعالى : { وإذ نجيناكم من آل فرعون } في سورة البقرة ( 49 ) ولكنّ الآل هنا متعين للحمل على رهط الرجل وقرابته .

ومعنى اصطفاء هؤلاء على العالمين اصطفاء المجموع على غيرهم ، أو اصطفاء كلّ فاضل منهم على أهل زمانه .
_______________


قال الله تعالى: {لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا ۖ وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم : 62]

التفسير الميسر: ( 62 ) لا يسمع أهل الجنة فيها كلامًا باطلا لكن يسمعون سلاما تحية لهم، ولهم رزقهم فيها من الطعام والشراب دائمًا، كلما شاؤوا بكرة وعشيًا.

قال الله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26)} [الواقعة : 25-26]

التفسير الميسر: ( 25-26 ) لا يسمعون في الجنة باطلا ولا ما يتأثمون بسماعه، إلا قولا سالمًا من هذه العيوب، وتسليم بعضهم على بعض.

قال الله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف : 56].

قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة : 207]

التفسير الميسر: ( 207 ) وبعض الناس يبيع نفسه طلبًا لرضا الله عنه، بالجهاد في سبيله، والتزام طاعته. والله رءوف بالعباد، يرحم عباده المؤمنين رحمة واسعة في عاجلهم وآجلهم، فيجازبهم أحسن الجزاء.

قال الله تعالى: {مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)} [الناس : 4-6]

التفسير الميسر: ( 4 ) من أذى الشيطان الذي يوسوس عند الغفلة، ويختفي عند ذكر الله. ( 5 ) الذي يبثُّ الشر والشكوك في صدور الناس. ( 6 ) من شياطين الجن والإنس.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم. الراوي: أبو هريرة | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2749 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء". الراوي: عبدالله بن مسعود | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الترمذي. الصفحة أو الرقم: 1977 | خلاصة حكم المحدثين: صحيح
التخريج: أخرجه الترمذي (1977) واللفظ له، وأحمد (3839).

تنبيه: لا ترَ الناس بعين طبعك!

وسمي العقل عقلا لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك، أي يحبسه. وقيل: العقل: هو التمييز الذي به يتميز الإنسان عن سائر الحيوان.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الملتقى مشاركات آخر مشاركة
تفسير ابن عاشور: سورة [آل عمران : 48] يوسف الخالدي القرآن الكريم والسنة 0 2021/05/28 18:37
تفسير ابن عاشور: سورة [آل عمران : 47] يوسف الخالدي القرآن الكريم والسنة 0 2021/05/28 18:36
تفسير ابن عاشور: سورة [آل عمران : 46] يوسف الخالدي القرآن الكريم والسنة 0 2021/05/28 18:36
تفسير ابن عاشور: سورة [آل عمران : 37] يوسف الخالدي القرآن الكريم والسنة 0 2021/05/28 18:33
تفسير ابن عاشور: سورة [آل عمران : 34] يوسف الخالدي القرآن الكريم والسنة 0 2021/05/28 18:32


الساعة معتمدة في ملتقى متنوع بتوقيت مدينة مكة المكرمة الساعة الآن في مكة المكرمة 03:02


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
.Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc
Search Engine Optimisation provided by DragonByte SEO v2.0.43 (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.